المملكة العربية السعودية 
تعتبر الإدارة الجيدة للتدفّق النقدي من التحديات الصعبة، لكنها جزء مستدام وأساسي من دورك كصاحب عمل. يؤثّر التدفّق النقدي على الائتمان وترتيبات دفع الفواتير وقدرة أصحاب الأعمال على دفع الرواتب لأنفسهم ولموظفيهم. يمكنك تحسين التدفق النقدي الخاص بعملك، ابتداءً من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن ممارسات الحسابات المدينة الخاصة بالشركة، وصولاً إلى تعلّم بعض الاستراتيجيات العملية لجدولة الدفع، وذلك من خلال اتباع هذه الإرشادات السبع.
إحدى الطرق البسيطة لتحسين التدفّق النقدي للأعمال الصغيرة هي إعادة التفاوض بشأن عقود المورّدين / البائعين. اطلب أسعاراً وشروطاً أكثر ملاءمة لتخفيض تكاليفك وتمديد فترة الدفع. تناسب هذه الطريقة بشكل خاص الشركات التي تتمتع بدرجة ائتمان جيدة وسجل حافل بالمصداقية من حيث الدفع للمورّدين في الوقت المحدد وبالكامل.
إذا لم يكن المورّد على استعداد لإعادة التفاوض بشأن العقد، حدَّد موعداً للمتابعة 60 يوماً قبل تجديد العقد واستعدّ للتفاوض. لاحظ مدى تناسب هذه المدفوعات مع صورة التدفّق النقدي الإجمالي الخاص بك. أثناء ذلك الوقت، ابحث عن المنافسين من المورّدين لمعرفة كيفية الحصول على صفقة أفضل.
على الرغم من تطلبها بعض التخطيط الدقيق، إلا أنَّ مطابقة تواريخ المدفوعات المتكررة مع دورة الفوترة المنتظمة للشركة تشكّل أداة قوية لتحسين التدفّق النقدي.
قم بمراجعة وتعديل جدول مدفوعات الحسابات الدائنة لتتوافق بشكل أفضل مع جدول الحسابات المدينة الخاصة بالشركة. وإذا استطعت، ابحث عن فرص لتحديد تواريخ الدفع خلال الشهر. إن الشركات التي تدفع العديد من الفواتير الكبيرة كالإيجار والخدمات وكشوف الرواتب في نفس اليوم من كل شهر يجب أن تضمن وصولها الى المال للقيام بذلك أو استخدام الائتمان لتغطية المدفوعات. وإلا قد تتحمل أعمالك رسوماً مكلفة ويلحق الضرر بائتمان عملك.
يعتبر إيجاد الطرق لزيادة المبالغ المستحقة القبض من الشركات أحد الجوانب الرئيسية لتحسين التدفّق النقدي في الأعمال. يمكن بعد ذلك استخدام هذا التدفّق الثابت للدخل لتغطية النفقات والحسابات المستحقة الدفع مع تقليل الاعتماد على الائتمان المكلف مثل السحب المالي الزائد أو تكلفة خطوط التشغيل.
لتحصيل الأموال بسهولة وبشكل متكرر عليك أن تبدأ بإصدار فاتورة لكل عملية بيع على الفور، بدلاً من الانتظار لإرسال الفواتير في نهاية الأسبوع أو نصف الشهر أو آخره. الشركات التي ترسل الفواتير فوراً تحصل على المبالغ المستحقة بشكل متكرر خلال الشهر، وليس كدفعة واحدة.
عليك تشجيع العملاء على الدفع مبكراً من خلال تقديم خصم بسيط. على سبيل المثال، قدِّم خصماً بنسبة 3 بالمائة عند تسديد الفاتورة بالكامل خلال سبعة أيام. يمكن للشركات التي لديها عمل مستمر مع عدد من العملاء المنتظمين أن تقدم أيضاً عقد خدمة / مبيعات مخفضاً لفترة زمنية محددة مع تحديد مدفوعات منتظمة.
في الوقت نفسه، افرض غرامة صغيرة على المدفوعات المتأخرة، فهذا يشجع عملاءك على ممارسة الدفع بمسؤولية، ويساعد أيضاً في تقصير مدة المبالغ المستحقة، أي الفترة الزمنية الممتدة بين إرسال الفواتير وتلقّي المدفوعات. والأفضل من ذلك، اجمع بين استخدام الخصومات والغرامات على التسديد وإصدار الفواتير الفورية لتعزيز التدفّق النقدي الخاص بك بشكل أفضل.
قد تواجه الأعمال المبنية على إكمال المشاريع الكبيرة المزيد من التحدّيات عندما يتعلق الأمر بتسهيل التدفّق النقدي إذا استغرق الأمر أسابيع أو شهور لإكمال العمل. لذا، اطلب إيداعاً في البداية بدل أن تقدّم فاتورتك الكاملة الى العميل عند اكتمال المشروع.
يمكن أن تستفيد المشاريع الطويلة المدى أيضاً من جدول التسديد الدوري. سيؤدي ذلك الى استمرار التدفّق النقدي الى العمل لشراء المستلزمات، بالإضافة إلى دفع رواتب الموظفين أو مستحقات المقاولين.
إذا اعتدت في عملك على دفع الفواتير بمجرد تلقّيها، فكّر بنهج جديد. عليك مراجعة شروط كل حساب. أجِّل عملية الدفع إذا لم يُذكر تحديداً أنَّها "مستحقة عند الاستلام". بدلاً من ذلك، ادفع الفواتير في تاريخ الاستحقاق المحدّد للاحتفاظ بالنقد لفترة أطول قليلاً.
في حال لم يقدم المورّد خصماً على السداد المبكر، لا يستفيد التدفّق النقدي للأعمال من دفع الفاتورة مبكراً. بدلاً من ذلك، احتفظ بالأموال في حسابك المصرفي حيث يمكنك مضاعفتها حتى يحين موعد الدفع.
ادفع فاتورة المورّد / البائع في تاريخ الاستحقاق باستخدام بطاقة ائتمان لأصحاب الأعمال. يتيح ذلك للشركات الصغيرة تمديد مدفوعات المورّدين حتى تاريخ الاستحقاق التالي لبطاقة الائتمان. ومع ذلك، تأكّد من مراقبة فترة سماح بطاقتك ودورة الفوترة لتجنّب رسوم الفائدة. يساعد إعداد السداد المتكرر لبطاقتك على إنشاء تدفّق نقدي يمكن توقّعه وحماية رصيدك أثناء متابعة المدفوعات المنتظمة.
قد تواجه الشركات مشاكل مالية في حال عدم تدفّق النقد بسلاسة، مما يعرقل عملية تغطية الحسابات الدائنة التي يأتي موعدها أثناء الفجوات الزمنية الكبيرة بين المبالغ المستحقة القبض من الشركات. قد يتسبب هذا في مشكلات خطيرة لأن الشركات التي لا تملك تدفّقاً نقدياً قوياً قد تعاني في تلبية المدفوعات لمزوّدي الخدمات والمورّدين للحصول على المستلزمات والمحافظة على سير الأعمال بسلاسة. ابتداءً من اليوم، تأكّد من مراجعة ممارساتك الحالية وإجراء تعديلات لتخفيف أي تعثّرات في التدفق النقدي.
هذا المقال يهدف الى تناول المعلومات العامة فقط ولا يمثّل أية استشارة قانونية أو يعبّر عن أي آراء بشأن أي موضوع. لا ينبغي اعتباره شاملاً أو بديلاً للاستشارة المتخصصة.
